على سبيل المثال: الدولة مثل النبات تنمو ثم تقوى ثم تهرم.
فبالطريقة هذه أياً كانت الدولة مؤمنة أو كافرة أو عاصية فهي مثل النبات، نعم يوجد دول كذلك؛ لكن الحقيقة
ليست كذلك، وطبيعة هذه العلوم أنها تأخذ أمثلة ونماذج ثم تعممها.
في الحقيقة نحن تعتبر أن الدولة الإسلامية يمكن أن يطول عمرها بطاعة الله إلى آماد بعيدة، ويمكن أنها بالمعصية تسقط، ويمكن أن الإمبراطورية في أوج قوتها تسقط فجأة. وعلى سبيل المثال -والذي الغرب فرح بهذه النظرية من أجله- "الإمبراطورية الرومانية", فعندما انتصر هرقل على المملكة الفارسية, وحرر مصر و الشام و تركيا و العراق بشرقها -منطقة غرب إيران- وحررها من الفرس، وفي أقوى ما تكون الدولة الرومانية أيام هرقل، فوجئ بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وبعد سنوات قليلة جداً -لم يتوقعها هرقل ولا أحد غيره- كانت أجنادين واليرموك, وقضت على هذه المملكة في أوج قوتها وشبابها، ولم يكن هناك عوامل للسقوط, كان أكبر عامل يهدد هذه الإمبراطورية هو الإمبراطورية الشرقية.
والمتغير هذا حصل في أيامنا كما تعلمون، وجيلنا أدركه, وكنا أيضاً لا نصدق أن الاتحاد السوفيتي يسقط وينهار بنفس هذه السرعة في السقوط.
الشاهد: أنه من الممكن أن تسقط قوى عظمى في أوج قوتها الظاهرية بأسباب أخرى غير قضية أنها مدى زمني لا بد منه, وقد تبقى وتستمر على ضعفها.
وكذلك أيضاً نظرية الغالب والمغلوب ليست صحيحة على الإطلاق؛ بالذات ما يتعلق بالأمة الإسلامية؛ فالأمة الإسلامية إذا ضعف إيمانها تأثرت بالغرب والشرق.
... ليست هي القضية؛ فالفحشاء والمنكر والشهوات الرخيصة يمكن أن ينزل إلى مستواها العالم والقوي والغني والمستعمر في مجتمعات بدائية يجدها متوفرة فيها والعكس, فليست هي نظرية منطبقة.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع